الاثنين، 29 مارس 2010

قلمى المظلم

قلمي المظلم

أمضى بحبرى الأسود فوق بساط أبيض مخفى فى سماء الليل العاتم يقطر خواطرى.
هنا تعجر عينى عن رؤية عما تحفره يدى كأنى شخصين كفيف وأخرص لايقدر كل منهما
على إيصال ما يدور بخاطره للآخر.
لكن يا ترى لما تنساب يدى بمثل هذه السرعة كأن الظلام نور ينير عقلى
وتسيل له أفكارى أم أنها أعماقى تخجل من عينى.
هل عين الأنسان مراقب وشاهد عيان على أفعاله وأحلامه؟
تتخابط الخواطر فى رأسى كأنها وميض فى هذا الليل وتمد يدى بالحبر المنير.
هل تلك شجاعة اليد فى غياب العين أم أنها الإرادة تحب أن تعمل
فى الخفاء. هل فعلا أشد أنواع الخوف هو الخوف من الأماكن المفتوحة ؟
ياللسخرية أصبحت عينى من هذه الأماكن المفتوحة بل أشدها خطورة
ولكنها مفارقة غريبة أكتب ولا أعرف شكل الحروف ولا أين أضع قلمى
وهل سقطت النقاط على حروفها أم أنها أصبحت عشوائية؟.
لم أكن أعلم فى يوم من الأيام أن العين لها مثل هذه القوة بكل ما تملك من براءة و لمعان و حدة .
هل نحن أشخاص محاصرين من خلال أعيننا أم أنها كاشف للحقيقة فيخجل الأنسان منها لأنها فاضحة له.
محمد فتح الله

الاثنين، 8 مارس 2010

جمهورية مصر بيتى (2)



حيينا العلم....ومسكنا القلم....وحضنا كتاب....وبقينا أصحاب
بعد تحية العلم نغدو إلى الفصول وكلنا لهفة بغد مقبل.غد فيه الشمس علم...الأرض أخلاق..السماء طموح...القمر أمل ينير دربي فى ظلمات اليأس الموحشة.
ندخل الفصول متحابين متلهفين لشيء جديد , كل فصل حسب رقمه ليصبح هذا الرقم عنوان بيتي العلمي لمادة عام. أختار مكانى فى فصلى يصاحبنى فيه جليس تحيطه نفس ظروفى .أسمك فأسمى.
يدخل علينا المدرس وأول قولنا السلام والتحية , وهو مين وأحنا مين..
وماله وما علينا. يخرج أصبع الطباشير الأبيض ليسطر بيه كلمات بيضاء مشعة بالنور على خشبة سمراء تسمى السبورة.بمنتصف أعلى السبورة "بسم الله الرحمن الرحيم" وعلى اليمين التاريخ الهجرى وعلى اليسار التاريخ الميلادى ليصبح عداد الزمن سيف أن لم أقطعه قطعنى يقول لى " لا تؤخر عمل اليوم إلى الغد ".
كتاب وكشكول وقلم هى الأشياء الموضوعة أمامى , أحتضن القلم بين أصابعي ليكون لسان عقلى الصامت اذى لا يصدر أى أزعاج صوتى سوى أنه يتحرك لا أرادي ليرسم مابداخلى من أجابات وكلمات .
شيء غريب القلم مجرد أداة لا ينبض بالروح بمفرده , لكنه أن وضعته بين أصبع وارتكزت فوق ورقة فاضت فيه روح مالكه لينسال دمه فى حضنه المعتاد ( الورقة ) .
من المعروف أن الضوء لا يخرج من العين بل يسقط على الأشياء فتراه العين وكذلك هو الحال مع الكتاب , لست أنا من يفيض عليه بالنور وأنما هو من يفيض على بنور العلوم الموجودة بداخله. أقلب الصفحات فتزيد خزانة معرفتى ويتضح مدى جهلى المتزايد بهذه الحياة. أجد الكتاب أنيس عقلى يستثمر وقتى ..ينمى مابداخلى من طموح...يصحح أفكارى..يروض نفسى من الكبر.
ترتيب البيوت حسب الأدراك حتى الأن :
1- حضن الأم
2- المنزل
3- الفصل



محمد فتح الله عبد الهادى